الملك والتلفزيون..تعليمات سامية لإطلاق قنوات رياضية
خبرٌ حصري كشفته صحيفة “زوم24” لمدير نشرها توفيق الناديري، الخبير في شؤون الاعلام والتلفزوين يخص إطلاق قنوات رياضية جديدة، تنضاف إلى القناة الرياضية الوحيدة التي أطلقت عام 2006.
نص المقال كما نشره موقع “زوم24”
بشكل غير مسبوق في تاريخ التلفزيون المغربي، ارتفعت في الأسابيع الأخيرة وتيرة تنزيل ورش تطوير الأداء السمعي البصري في تعاطيه مع الشأن الرياضي.
واستند هذا الورش، حسب مصدر مسؤول، إلى توجيهات سامية سابقة بضرورة خلق قنوات رياضية إضافية، مباشرة بعد الطفرة التي عرفتها كرة القدم الوطنية في مختلف أجناسها.
ودُشن هذا الورش الحيوي بالمرور من مرحلة انتقالية، تم فيها البحث عن مساحات بث لهذه القنوات من خلال إشارات أربع (رياضية 1، رياضية 2، رياضية 3، رياضية 4)، قبل أن يتم الانتقال إلى الصيغة القانونية لخلق قنوات فعلية، عبر مصادقة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري على مقترح قانون قدم من طرف وزارة الاتصال ممثلة للحكومة.
ويمكن فهم الطابع الاستثنائي والاستعجالي لهذا الإجراء من خلال تفعيل الأجرأة دون انتظار التعديل الكلي المقبل لدفتر التحملات، ودون بروباغاندا إعلامية حكومية سابقة عن التعديل، مما يعزز فرضية أن الأمر متعلق بتوجيهات كبرى تريد أن يتم تنزيل الورش دون تعقيدات مسطرية أو بيروقراطية أو سياسية، قد تضيع الزمن الإعلامي الرياضي، سيما مع احتضان المغرب لتظاهرات رياضية دولية وقارية.
ويمكن الاقتناع بهذه الفرضية حين نعلم أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة خصصت إمكانيات مالية ضخمة غير مسبوقة لاقتناء ترسانة كبيرة من الآليات التقنية واللوجستية المتطورة، التي لا تتوفر عليها العديد من الدول الإفريقية والعربية، بما في ذلك تعزيز وتقوية الوحدات المتنقلة المتعددة التخصصات واقتناء أسطول من العربات 4K، إلى جانب جيل جديد من الكاميرات والمعدات ذات الصلة.
وبالتوازي مع هذه الطفرة التقنية، جهزت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بلاطوهات تصوير بهوية بصرية جديدة، واعتمدت على خبرة وجوه إعلامية ورياضية شهيرة، ما أعطى لهذه القنوات حلة متميزة قادرة على رفع التحدي وتطوير الأداء.
وتجميعًا لما سبق، يمكن القول إن تسريع وتيرة التشريع القانوني المؤطر لإطلاق القنوات الرياضية الجديدة، وتجديد الأسطول التقني، وتخصيص الإمكانيات اللوجستية والمالية الضخمة، لا يمكن فهمه إلا من خلال وضعه في سياق التعاطي الجديد للدولة مع الفعل الرياضي كقاطرة للإشعاع التنموي وتسويقه داخل المغرب وخارجه، وكقوة من القوى الناعمة للدولة. ولا يمكن تسويق هذا الإشعاع إلا من خلال تقوية الإعلام العمومي الرياضي وفق مفهومه السيادي والاستراتيجي الصرف.