السلطة الرابعة

فيصل العرايشي..رجل إهدار المال العام في تلفزيون فاشل

يعاني الإعلام العمومي المغربي، تحت إدارة فيصل العرايشي، من فشل متكرر في إظهار قوته و تأثيره، خصوصاً في تغطية الأحداث المهمة ذات البعد الدبلوماسي، مثل الأنشطة الملكية و الفعاليات المرتبطة بعلاقات المغرب الدولية. فبالرغم من توفر أرشيف غني بالعلاقات التاريخية بين المغرب و دول أخرى، كفرنسا مثلاً، إلا أن قنوات العرايشي تعاني من ضعف استغلال هذا الأرشيف و إبراز هذه العلاقات بشكل يليق بمكانة المغرب.

إلى جانب ذلك، يركز فيصل العرايشي اهتمامه الأول على تعيين المدراء في مختلف المناسبات و بأجور خيالية، مثل تعيين مدير للتدقيق و الرقابة المالية براتب شهري يصل إلى 10 مليون سنتيم، و هو ما يعكس انشغاله بإيجاد مناصب عليا بمكافآت مرتفعة بدل تطوير الأداء الإعلامي و تحسين جودة المحتوى.

و قد ظهر ضعف إعلام العرايشي بشكل جلي خلال تغطية أحداث الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و حفل توقيع الاتفاقيات بين المغرب وفرنسا، حيث غاب فيها دور الصحفي المتميز، كما افتقرت التغطية إلى الترجمة الفورية أثناء مراسم التوقيع، مما أثر سلباً على جودة النقل الإعلامي لهذه المناسبة الدبلوماسية المهمة.

و من أبرز الانتقادات الموجهة للإعلام العمومي المغربي هو ضعف التغطية الحية للأحداث المهمة؛ إذ تغيب المشاهد المباشرة، و تفتقر التغطية للكاميرات المتموضعة بشكل استراتيجي لإبراز الحدث بأبعاده المختلفة. السبب الرئيسي وراء هذا هو نقص الصحفيين المتخصصين في التغطيات المباشرة للأحداث الكبرى، إضافة إلى ضعف التدريب المستمر للصحفيين و التقنيين، مما يجعل الأداء الإعلامي يظهر في عدة محطات كأنه أداء بدائي يفتقر للابتكار.

تتفاقم هذه الأزمة بسبب تركيز الشركة على شراء المعدات و البرامج، مع إهمال التكوين المستمر، مما يجعل التكنولوجيا المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي و إنترنت الأشياء (IoT) و الحوسبة السحابية ( CLOUD ) بعيدة عن متناول القناة. هذا الواقع لا يظهر فقط في ضعف جودة التغطيات، بل يمتد إلى تهميش الكفاءات القادرة على الابتكار بسبب توجه الإدارة نحو توظيف مسؤولين يسعون للمناصب بدل تطوير مهاراتهم لمواكبة التطورات التقنية.

و رغم تعزيز فرق القناة بمهندسين و تقنيين على مستوى عالٍ، إلا أن غياب أكاديمية داخلية لتدريب وتأهيل الموظفين، على غرار معهد INA الفرنسي، يجعل القناة غير مؤهلة لاستيعاب الابتكارات الحديثة. فالتكنولوجيا الحديثة مثل الحوسبة السحابية (CLOUD)، الذكاء الاصطناعي (intelligence Artificielle )، و إنترنت الأشياء (IoT) تتسارع بوتيرة تجعل القطاع السمعي البصري مطالباً بالتكيف السريع، لكن الإعلام العمومي المغربي لا يزال بعيداً عن اللحاق بهذه الموجة، مما يعيق تطوره و يضعف حضوره في الساحة الإعلامية.