أخلاقُ أبو الغالي وفشوشْ أخنوش
يعيش المغرب وضعاً ساخناً يعيد إلى الأذهان حراك 20 فبراير، والحاجة إلى حراك إجتماعي جديد لإعادة الوضع للفترة القصيرة التي تبعت خطاب 09 مارس 2011.
حكومة عزيز أخنوش هي أسوءُ حكومة في التاريخ، حيث اجتمع المال بالسياسة و”الفشوش بالفرعنة”، صحافيون في المحاكم، ومخطط مغرب اخضر لا يحمل من الاخضرار غير الإسم، الجفاف عم الارض، وتبديد المال العام أغرق المؤسسات، وقاعات المحاكم بكل اختصاصاتها ملأى بملفات السياسيين.
قبل العودة إلى أخنوش وما أوصل إليه البلاد والعباد بتحالفه الهجين مع الأصالة والمعاصرة والإستقلال، لا بد أن نعرج على الحدث الذي تفجر في بام الدار البيضاء بين عبد الرحيم بنضو وصلاح الدين أبو الغالي.
أخلاق أبو الغالي في خطر، فهو الذي احتضنه سعيد الناصيري رئيس مجلس العمالة سابقاً المعتقل على خلفية ملف “إسكوبار الصحراء” وصنعه عبد الرحيم بنضو اقتصاديا وسياسياً، سيعض أخيراً اليد التي قدمت له العون، في قضية بيع عقار بمنطقة مديونة، قد يكون المنسق الجهوي للحزب في غنًى عنه.
لكن أخلاق أبو الغالي ذهبت إلى محاولة قلب السفينة بمن كانت به علاقة ليست سياسية فقط، بل وصلت حد وصف بعضهما بالأب والابن.
وليفهم القارئ ما الذي وقعه، نحيله على مقتطف مما كتبه موقع “هسبريس” حول الموضوع “برزت شكاية عبد الرحيم بن الضو، المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة الدار البيضاء سطات، لتكشف أطوار قضية هزت “الجرار”.
وقالت هسبريس أن “الشكاية التي وضعها المحامي الطيب عمر، نيابة عن موكله البرلماني القيادي “البامي” عبد الرحيم بن الضو، لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، التمس من خلالها متابعته بـ”النصب والتصرف في مال إضرارا بمن سبق له التعاقد معه بشأنه والمشاركة”.
وانطلقت فصول هذه القضية التي هي حديث قادة الحزب، وفق مضمون الشكاية التي اطلعت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، منذ سنة 2022، حين “اقترح صلاح الدين أبو الغالي على عبد الرحيم بن الضوء الذي تشتغل بعض شركاته في الإنعاش العقاري، أن يفوت له عقارا بجماعة مديونة، يملكه مع أقاربه، ومقيد بالمحافظة العقارية باسم شركة يسيرها أخوه عبد الصمد أبو الغالي”، إذ وافق ابن الضو، بحسب مضمون الشكاية، ورافق أبو الغالي صلاح الدين وأخاه عند الموثق لإبرام عقد وعد بالبيع على أساس أن العقار تثقله رهون وتقييدات لفائدة الغير.
إلى هنا تكون الأمور عادية، لكن ما سيقلب هذه العلاقة التي جمعت الطرفين، وفق الشكاية نفسها، هو أن ابن الضو “فوجيء خلال شهر ماي 2024 بأن العقار قد تم بيعه لشركة [أبرار التعمير]، والحال أن صلاح الدين أبو الغالي وأخاه كانا قد توصلا من الموعود لها بالبيع بمبالغ مالية خارج نظر الموثق، كجزء من الثمن بذريعة تطهير العقار مما يثقله، وكان السيد صلاح الدين يلتقي بالطرف المشتكي بشكل يومي تقريبا دون أن يخبره بأنه بصدد بيع العقار للغير”. انتهى كلام “هسبريس”
الموضوع الثاني في هذه الافتتاحية، هو ما وصل إليه عزيز أخنوش رئيس الحكومة الذي عاد ليرقص على الجثت ضحايا الفياضانات وعلى مأساوية الوضع في منطقة الفنيدق المشتعلة، بينما تتواجه قوات الأمن مع مواطنين أغلقت الأفق في وجههم، يرقص أخنوش رفقة شبابه على انغام “طوطو” و” مهبول في لوطوروت”.
مشاهد مؤلمة من الشمال، وأكثرها ألم من أكادير بوابة الجنوب، ما يجعلنا نقف لحظة تأمل حول ما وصلت إليه البلاد مع حكومة “الملايرية”، بينما هراوات الشرطة تتساقط فوق رؤوس مواطنون لم يجدوا حلاًّ سوى الهروب الجماعي بشعار “اللي بقى لاخر يطفي الضوء” حيث يعيش قادة الحزب في الوقت نفسه في فنادق ومطاعم VIP في أكادير وتاغازوت وباقي القرى السياحية في حاضرة السوس، التي يرأس مجلس جماعتها أخنوش نفسه.
بلا حشمة ولا حياء يشتري المواطن لتراً من البنزين ب11.98 درهماً و”صحاب أخنوش” ممن يشكلون كتلة حزبه يستفيدون منه في محطاته مجاناً نكاية في بقية المواطنين.
هذا الحال مع فشوش أخنوش (هذه عبارة من إبداع الزميل توفيق بوعشرين للامانة فقط)، يعيدنا سنوات إلى الوراء، حيث تراجع الفاعل السياسي وعادت صورة البلد لتتلطخ مجدداً بغياب الوعي وهيمنة المال على السلطة.