افتتاحية

عميل كلية بنمسيك

لا حديث في مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية إلا عن السلوك الذي وقع في حفل تخرج طلبة المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء، بعد رفض عميد كلية العلوم ببنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني، توشيح طالبة جامعة من ضمن المتفوقات بسبب إرتدائها لكوفية فلسطينية.

هذه الصورة تناقض تماما الصورة التي رسمها أساتذة بجامعة القاضي العياض بمراكش قبل أسابيع وهم يناقشون أطروحة دكتوراه لطالب فلسطيني توفي قبل موعد المناقشة، فتوشح أعضاء اللجنة بالكوفية وناقشوا الأطروحة لطالب هو الآن في دار البقاء، ما الذي حدث؟ صورة إيجابية عن حرية التعبير، حكومة تطبع مع إسرائيل لخدمة السياسات الخارجية للبلد، وفاعلون أكاديميون من نخبة المجتمع يعبرون عن تضامنهم مع قضية عادلة أمام محكمة ظالمة، وملك يرأس لجنة القدس ويقدم مساعدات لأهالي غزة.

هل الملك بكل صفاته، سواءٌ رئيساً للدولة أو أميراً للمؤمنين يقبل أن تحرم الكوفية لانها عباءة من الثقافة الفلسطينية، حتى عند توقيع سعد الدين العثماني على إتفاقية إستئناف العلاقات مع إسرائيل بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية، أشارت مبادرات الملك محمد السادس إلى أن القضية الفلسطينية لا فرق بينها وبين القضية الوطنية الأولى للمملكة، ولا ادل على ذلك هل سمعتم ملاحقة قضائية لأي مواطن يتضامن مع حماس أو مع الجهاد بصفة عامة في فلسطين هنا في المغرب، إطلاقاً.

عميد كلية بنمسيك، أو لنقل “عميل” كلية بنمسيك إجتهد في سقط في آخر أيامه كمسؤول جامعي، هل أراد هذا المسؤول أن يقول لنا إنه إسرائيلي أكثر من نتنياهو نفسه، سنتفهم الأمر لو أن الطالبة تلبس عباءة عليها خارطة المملكة منقوصة من أقاليمها الجنوبية، لكن أن يقع هذا مع لباس لجزء ترابي وتاريخي من الأمة العربية والإسلامية.

المريب في الأمر أن صديقنا العميد يعدّ أيامه الأخيرة، فهو على بعد 15 يوماً فقط على التقاعد، لماذا أصر على ان تكون نهايته بهذا الشكل، وأن ينكشف أمره أمام الرأي العام، ببساطة سيرة ذاتية مليئة بالظلم والسلطوية، يكفي أن تكتب إسمه في محرك البحث لتعرف دواعي هذه الخاتمة البئيسة.

هناك أسباب عديدة أدت بالجامعة المغربية إلل إنتاج مثل هؤلاء “الروبوات”، طبع عبد اللطيف الميراوي نتبعه كالقطيع، ثم يبقى أحد أبرز الأسباب وأقواها هو القتل الرمزي الذي تعرضت له الحركة الطلابية في مرحلة مع اليساريين وبعدها مع التجديدين الدراع الطلابي للعدالة والتنمية، خاصة مع مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي في فاس، وبداية إنهيار الحزب في السنوات الخمس الأخيرة.