افتتاحية

ثورة البوليس

أسدل الستار الأسبوع المنصرم على الدورة الخامسة من الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني التي إحتضنتها مدينة  أكادير، وكشف بلاغ صحافي أن عدد زوار هذه النسخة ناهز عددهم الإجمالي مليونين و120 ألف زائر (2.120.000)، محققا بذلك رقما قياسيا مقارنة مع باقي الدورات السابقة لهذه التظاهرة المجتمعية.

يضيف نفس البلاغ، “وقد تميزت هذه الدورة بتسجيل مستويات توافد يومية قياسية، تجاوزت خلال فترة ذروة الحضور الجماهيري يومي السبت والأحد 18 و19 ماي الجاري، حصيلة إجمالية فاقت أكثر من مليون و400 ألف زائر، تشكلت أساسا من فئة التلاميذ الذين يمثلون 845 مؤسسة تعليمية ومدرسة للتعليم العتيق وحفظ القرآن الكريم، فضلا عن حضور مكثف لممثلي أكثر من 1242 جمعية للمجتمع المدني ومراسلي 170 منبرا إعلاميا وقناة تلفزية وطنية ومحلية”.

هذه الأرقام تؤكد تحليلاً واحداً، هو أننا أمام مفهوم جديد للأمن الوطني، وانفتاح المديرية العامة للأمن الوطني على محيطها المجتمعي والقطع مع الرعب من كلمة “بوليس” الذي كان سائداً في فترة ما قبل عبد اللطيف الحموشي.

ويدعو الإقبال الكبير الذي شهدته الأيام المفتوحة التي نظمتها المديرية العامة للأمن الوطني، خاصة في النسختين الأخيرتين، بكل من فاس وأكادير، إلى التأمل في الصورة التي باتت تتشكل في ذهن المواطن المغربي عن الأجهزة الأمنية لبلده، إذ إن كلمة “بوليس” ظلت لعقود طويلة مرادفا للخوف والذعر في المخيال الشعبي المغربي، واليوم نحن نتجه نحو صورة مخالفة تماماً لتلك الصورة النمطية التي ترسخت عبر سنين.

لم تقف أبواب أكادير المفتوحة عند هذا، بل إن تصدير صورة “تمغرابييت” في إستقبال فتيات حافظات للقرآن الكريم، وتنظيم موكب مهيب لهن، ثم إنحناء شرطي على ركبتيه لمساعدة طفلة في ربط حذائها، أظهر لغة تواصلية جديدة عن العلاقة بين الأمن والأخلاق والإسلام.

ثورة تواصلية بإمتياز، بصمت عليها المديرية العامة للأمن الوطني في السنوات الأخيرة، سواء اتعلق الأمر بالخرجات الإعلامية التي بدأها المدير العام عبد اللطيف الحموشي، واكمها الراحل عبد الحق الخيام رحمة الله عليه، ومحمد الدخيسي والشرقاوي حبوب وهشام باعلي، إضافة إلى جسر التواصل الذي يحمله الناطق بإسم المديرية أبو بكر سبيك على كتفيه في علاقته مع رجال ونساء الإعلام.

بالمقارنة مع مؤسسات وطنية أخرى، وبكل تجرد لقد نجحت المديرية العامة للأمن الوطني في نهج إستراتيجية تواصلية منفتحة وضعتنا أمام ثورة حقيقية للبوليس