الوزير “الفطّاح”!
في الأسبوع الذي سبق المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، إلتقيت قيادات من هذا الحزب بمدينة الرباط بعضهم كان صدفة، وأثناء الحديث عن الأسماء المرشحة للأمانة العامة كان هناك سيناريو أول وهو الذي حصل قيادة ثلاثية أمام مقود الجرار، والسيناريو الثاني هو ترشيح الوزير يونس السكوري ليكون أميناً عاماً للبام.
حقيقة فاجأني هذا السيناريو، لأن يونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، سقط فوق رؤوس المغاربة كرهاً، ولا يمكن مضغه بسهولة، ليس لأنه شخصية فذة وقوية، بل العكس تماما يونس لا يعدو أن يكون مجرد “فطَّاح” ومغرور يعرفه من عايشه في ديوان رئيس مجلس النواب السابق لحبيب المالكي.
وأنا أخط هذه الإفتتاحية بعد جمع العشرات من المعطيات، حول “فطاحنا” أو وزير كفاءات الحكومة، لم أجد مدخلاً مناسباً لأبدأ به فكل ما قام ويقوم به السكوري هو الفضائح.
لا بأس أن اذكر السكوري بأفضال زوجته السابقة أو لنقبل طليقته، نجلة وزير داخلية سابق عايش جزءاً من تاريخ المغرب الحديث، لقد كانت أفضال “بنت الوزير” كثيرة على الوزير البامي لكن المثل المغربي يقول “إياك من المشتاق إلى ذاق”، سيتخلص السكوري من هذه المرأة في أول مناسبة، لأنه أعجب وربما إرتبط بوزيرة زميلة له في الحكومة وقيل الكثير في هذا الموضوع.
إن يونس السكوري لا يعجبه أن يكون يونس السكوري نفسه، بل يشبّه نفسه بالملك الراحل الحسن الثاني، يقلده في لبلسه وطريقة مشيه وكلامه وحركات وجهه، حيث يؤكد مقربون منه أن التعالي وصل به حد القول “شوفوني واش كنتمشى بحال الحسن الثاني”، ناهيك عن وضع سجاد ملكي يبدأ من باب الوزارة وينتهي في مكتبه وطبعاً مخصص للوزير “الفطاح”.
ومن علامات تقليد الملك هي سقطة السكوري في عيد الشغل لسنة 2022، فقد نشرت منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به وبالوزارة صورة كتب عليها “ترقبوا خطاب السيد يونس السكوري”.
ودون العودة إلى أرقام المندوبية السامية للتخطيط في مذكرتها الصادرة شهر غشت من سنة 2023، فالسكوري يعرفها جيداً لأنها عرت على فشله، فهو وزير فاش في مجال التشغيل.
لا أعرف نوعية الورود التي يقدمها يونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، لكنني اعرف أن متعاقد مع شركة ورود لتزويده بهذا المنتوج على طول السنة مقابل ملايين السنتيمات من المال العام.
ولأن السكوري لا ينسى أقاربه وأبناء حيّه فقد عمد في بداية إستوزاره إلى تعيين “بنت حومتو” في طنجة مديرة للديوان، وهي التي قال عنها زملاؤها السابقون في “ميدي1 تيفي” لم تنجح حتى في عملها كتقنية ويب، ستثير الجدل في الاشهر الأولى من عمر “الفطاح” في الوزارة، لكن سرعان ما ستختفي من تلك المهمة لتصبح مديرة للتعاون الدولي، خلفاً للمدير التي توفي نتيجة أزمة قلبية بسبب الضغط.
ولأن السكوري ليس كريماً فقط مع جيرانه بطنجة، فقد عمد إلى نيل رضا خالته التي أصبح إبنه مديراً للديوان، خلفاً لصديقتنا تقنية الويب في ميدي1 تيفي.
وكما هو معلوم فإن رواتب المستشارين وأعضاء الدواوين محددة بمرسوم، فإن وزير الكفاءات لا يرضى بالارقام التي حددها المرسوم، وهو السخي في الورود والتعينات، فقد كان اكثر سخاءً وتحايل على البرنامج الأمريكي الإنمائي من أن يحصل هؤلاء المستشارين على تعويضات قد تزيد عن 50 ألف درهم.
كل هذه الفضائح ويعتبر البعض خاصة من داخل حزب الأصالة والمعاصرة أن يونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، هو بالفعل كفاءة لكنه لا يعدو ان يكون وزيراً “فطاحاً”.