أوهام إنجازات لقجع
إنتهت رحلة المنتخب الوطني المغربي في كأس الأمم الأفريقية كوت ديفوار 2023، بخسارة مخيبة للآمال أمام منتخب جنوب إفريقيا بهدفين لصفر، وهي الهزيمة التي أعادت وليد ووليداتو إلى حجمهم الطبيعي، وإنهاء أسطوانة رابع العالم التي ادخلت الغرور و”العياقة” وأشياء اخرى، حتى نسي لقجع ومن معه أن إفريقيا قارة مختلفة تماماً عن باقي قارات العالم.
فوزي لقجع، وبمجرد أن أصبح حديث “رباعة حلايقية” في الجزائر، في برامج تافهة ربما يسوق لها المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الجزائريين نفسهم، بدأ رئيس جامعتنا يظن نفسه أسطورة زمانه، وأنه لربما نصف إله والعياذ بالله، يمكنك هنا، في بلاد دستور 2011 أن تتحدث وتنتقد كل شيء إلا فوزي والركراكي والجامعة.
عاقبت إذاعة “مارس” التي تدعمها الجامعة بشكل خفي وأحياناً في العلن، اللاعب والمحلل حمزة بورزوق في فترة سابقة لأنه قال كلاما لم يعجب فوزي لقجع، وأصدرت الاذاعة بيانا ضد بوزروق خلاصته “اسمح لينا سيدي لقجع”.
وبعد الكوارث التي ارتكبها وليد الركراكي ومنتخبه، سيكون حمزة بورزوق أول ضحية لأنه مرة اخرى وبشجاعة قال كلاماً بلسان عدد كبير من المغاربة ما عدا فئة لا تريد، حمزة لأنه كان ينتمي لفريق معين، وهذه الفئة وتدافغ عن الركراركي لأنه أعلن إنتماءه سابقاً (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، وطبعاً هذا ليس نقاشاً رياضياً
لنعد إلى أوهام إنجازات لقجع، فوزي هو رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزير الميزانية (مول الصندوق)، بمعنى أن كل الإمكانيات وخاصة المالية وهي مربط الفرس، كانت أمامه ليحقق إنجازات حقيقية دون نفخ إعلامي وقدسية نضحك عليها في الجارة الجزائر.
فوزي لقجع جلس على كرسي رئاسة إتحاد الكرة منذ سنة 2014 وهي عشر سنوات كاملة، عايش فيها خمسة محطات إفريقية آخرها نسخة كوت ديفوار لم يصل منتخبنا إلى نصف النهائي اللهم نهائي تونس في 2004.
سيقول المدافعون عن فوزي، أنه جلب تنظيم نسخة 2025، واستضافت المملكة كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة وفاز بها المغرب، واستضاف المغرب أيضا كأس إفريقيا للسيدات طبعاً لم يفز بها، وقبلها كأس إفريقيا للمحليين (بطولة غير معترف بها من قبل الفيفا) وفاز بها المنتخب بقيادة جمال السلامي، وسيقول آخرون إن المغرب وصل إلى نصف نهائي مونديال قطر، وسيقول أحباء البركاني إننا سننظم مونديالا مشتركا مع إسبانيا والبرتغال في 2030، كل هذا الكلام صحيح ولا يمكن إنكاره، لكنه في الأخير يبقى مجر بيع أوهام بالمقارنة مع ما يصرف على كرة القدم وخصوصا الفريق الاول من أموال شعب يكتوي بغلاء المعيشة.
التاريخ يعترف بالألقاب، والأصل هو المنتخب الاول وليس هذه المنتخبات الرديفة، لذلك فإنجاز المنتخب الوحيد هو كأس إفريقيا عندما كان القجع طفلاً يبلغ من العمر 6 سنوات.
لنعد إلى كان كوت ديفوار، وبعيداً عن الاقصاء وهو أمر كان متوقعاً من العارفين بخبايا الكرة الإفريقية، خرج عادل العماري وهو بالمناسبة منشط إذاعي مقرب من دائرة لقجع، سيتجنبه عندما كان يحاكم في فضيحة “تذاكر المونديال” ، خرج بتصريح في برنامجه ليؤكد أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أخذت فندقاً في ساحل العاج غير مصنف، وجعلت منه فندقاً من فئة خمس نجوم ليكون المنتخب المغربي في راحة عله يحقق إنجازاً مشهوداً في زمن HD، لكن صاحبة الفندق هي من إستفاد من إصلاحات بأموالنا ستدر عليها مداخيل أكبر في المستقبل لأن فوزي لقجع هو وزير الميزانية والذي عجز عن إيجاد حلول لترقيع رواتب الاساتذة، يسهل عليه التبرع بالاموال لمستثمرة في إفريقيا.
وأما الكارثة الثانية، فهي توقيع إتفاق شارك فيه فيصل العرايشي و”المهيدي” بنسعيد مع مدير مؤسسة شبه إعلامية متخصصة في التشهير لنقل قرابة 140 صحافيا على نفقة جامعة الكرة، دون أن يقدم هؤلاء إضافة للمشهد الإعلامي مع كامل الأسى والأسف.
في ختام الكلام، لقجع “معندو الكبدة” على أموالنا فقد سبق ان سرقت أزيد من مائة مليون سنتيم نقداً من إحدى فلله ضواحي الرباط، وبدأت الشرطة في إستنطاق خادمته، قبل أن تتدخل زوجته لتطلب منه كتابة تنازل، بماذا أجاب لقجع؟ “Ok C’est pas grave” بالفعل هو كذلك فهي أموال سايبة.