رسالة إلى وليد
وليد،
خسرنا و أقصينا، و ماذا بعد؟
لا شك أنك تعرف أن الهزيمة التي لا نستفيد من دروسها تؤدي لهزائم أكثر قساوة. لذلك لا يمكن لتشريح هذه السقطة أن يكون خاطئاً كما أنه غير قابل لأي تنطع. لكن دعني أقول لك أولاً أني، و كعدد كبير من المغاربة، أريدك أن تبقى ناخباً و أن تقود المنتخب الوطني خلال الإستحقاقات الحارقة المقبلة بعد سنة و نصف، لكن اعرف بأنك لن تحظ بأي شيك على بياض هذه المرة.
وليد،
لقد أحرقتَ جوكير كبير، لكن بإمكانك أن تستدرك ذلك و تعود بنا لمثل أجواء قطر 2022، و هي ذكرى و إن كانت جميلة علينا أن ننساها حتى نفوز بلقب حقيقي. لكن لتبلغ ذلك عليك أن تتعلم من أخطائك، أن تتواضع و أن تتقبل النقد. عليك أن تعرف أن من ينتقدك اليوم يدعو لك بالتوفيق غداً لأن نجاحك نجاح للمنتخب و نجاح لنا جميعاً.
وليد،
سيكون عليك أن تشرح أسباب إخفاقك أمام مسؤولي الجامعة، لكن لايمكن لك أن تنس من حملوك على أكتافهم و رفعوك للسماء. أنت مدين لتلك الملايين من المغاربة ليس فقط باعتذار صريح واعتراف بالمسؤولية، سيكون ذلك احتقار للمغاربة. ننتظر منك تواصلاً يحترم ذكائنا و التزاماً صريحاً يُطمئَن عشاق المنتخب و خارطة طريق تشكل قطيعة مع أسلوبٍ أبدى محدوديته حتى لا أقول فشله.
وليد،
إن الإعتراف بالخطأ هو أول خطوة في طريق التصحيح، و الأخطاء ارتكبتَ منها الكثير بسان بيدرو. أنا لا أتحدث عن الطاكتيك و أخطاء التموضع و منهجية اختيار التركيبة البشرية، فالإختصاصيون فصلوا كثيراً في تحليل مجريات المباراة، أنا أقصد عجرفتك و تعاليك و كذلك بعض الأمور الخارجة عن رقعة الميدان. لاشك أنهم قالوا لك أنك كنت على وشك خلق مشكل ديبلوماسي بين المغرب و بلد صديق لولا تدخلات على مستوى رفيع. و أكيد أنك لاحظتَ الآن أن جماهير عدة دول عربية تمنت لأول مرة الهزيمة لمنتخبنا الوطني بعد أن كانوا أكبر داعم لنا في كأس العالم. كما أنك متعالي في تعاملك مع الإعلام الوطني و تتجاهله في وقت توزع فيه الإستجوابات على منابر أجنبية ك CNN و ليكيب على سبيل المثال.
وليد،
إن الذين يقدمون لك نقداً بناءً اليوم يريدون لك خيراً. فتحلَّ بحُسنِ الإستماع و بالقدرة على مراجعة الذات. ركز على رقعة الميدان و الجانب الكروي، و عند الحاجة هناك الجامعة الملكية المغربية لتتدخل لتحل أي إشكال خارج الكرة. كما يجب أن تعلم أنك لن تحظَ بعد اليوم بشيك على بياض كما أسلفتُ، ستكون متابعاً و مُراقباً و قد يتم إعادتك للسكة كلما زغتَ عنها. لأن الناخب الوطني أجير لدى الجامعة و هاته الأخيرة مسؤولة أمام الرأي العام و عليها أن تقدم الحساب. عُد وليد كما أثْنَثْ عليك الصحافة الدولية بعملك و اجتهادك، لا ترد عن الإستفزازات و ركز على الطاقة الإيجابية.
وليد،
في سنة 2025، لن يكون هناك هامش للخطأ رغم أن الكرة ليست عِلماً دقيقاً. سيكون عليك أن تكون في أعلى جاهزيتك و تركيزك و مهنيتك لترفع التحدي و ستجد كل المغاربة بجانبك.
حظ موفق وليد، حظ موفق منتخبنا الوطني.