إفران فوق فوهة بركان
من عجائب وغرائب وطرائف مدينة إفران أن بياض ثلوجها يحتج بشدة منذ مدة طويلة ضد سواد سمائها السياسي والانتخابي والاجتماعي والجمعوي، الذي جعل هذه المدينة المعروفة بطقسها البارد فوق فوهة بركان وصل دخانه الناري والرمادي إلى الرباط. ماذا وقع وماذا يقع؟
تتضح الإشارة الأولى عند مدخل المدينة من جهة أزرو، حيث توجد محطة لكل الخدمات، قائدة الاحتكار، وتعطي أغنى تعريف لمصطلح “الاحتكار”، على مرأى ومسمع من جميع السلطات، وتغني بأنها الوحيدة القادرة على إضاءة المدينة والتحكم في أراضيها، وجماعتها وانتخاباتها، وسياستها، وسياحتها، وطفولتها وحتى عجزتها.
يتم كل هذا بتنسيق مع إطار في الجماعة بعد أن تم تنصيبه رئيسا لجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي الجماعة وجمعية خيرية مكلفة بكل الأوراش إضافة إلى قسم التعمير الذي عمر فيه منذ عقود.
هكذا أحكمت هذه المجموعة قبضتها على دواليب المدينة، وتم استغلال مشروع سكني خاص بموظفي الجماعة لتوريط بعض مسؤولي العمالة وإدارات أخرى، كان أول ضحايا هذه السياسات، موظف في إحدى المؤسسات، والذي تم طرده بسبب التلاعب في المعطيات.
الخرق السافر للقانون واستغلال النفوذ قاد مهندس المشروع السكني لجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي جماعة إفران إلى “تسليم” مفاتيح الشقق لبعض المستفيدين مع توقيع التزام مقابل سكوتهم عن الخروقات التي شابت المشروع، والملايين التي تم الاستحواذ عليها في إطار عملية تفويت شقق لأشخاص لا علاقة لهم لا بالجماعة ولا بالجمعية ولا بالمدينة.
هذه الوتيرة التي يطبعها الشطط في استعمال السلطة، والخروقات بالجملة واستغلال النفوذ، كانت سببا فى انفجار التحالف الذي كان يجمع هذه المجموعة التي تشتغل من “تحتها” والمجموعة الأخرى التي تشتغل تحت غطاء انتخابي وسياسي.
هكذا سحبت المجموعة الثانية غطاءها السياسي على المهندس المعلوم، وتركته يواجه وحده مصير المشروع السكني الملغوم، وتضارب المصالح خاصة بين ورش طريق مكناس و”عشه” في العاصمة الإسماعيلية، إضافة إلى ملفات في التعمير، وصفتها عدة مصادر بالخطيرة جدا.
عندما بدأ دخان هذه الصراعات والامتيازات والتجاوزات، يلوث سماء إفران، مع اقتراب حركة الولاة والعمال، بادر كل واحد من موقعه – خاصة في المجموعة الانتخابية السابقة والحالية بسنابلها و”قفزها العلوي”- إلى الابتعاد عن الشبهات وتحميل المسؤولية لأطراف معينة.
عندما سمعهم “تقني” في كل شيء في هياكل العمالة قال لهم: ” انا الاستقالة ديالي مكتوبة”، الشيء الذي يؤكد أن ما خفي كان أعظم.
بالقاسم امنزو دكتور في التواصل السياسي