لماذا تنافق أمريكا المغرب؟
موقف أمريكا من قضية الصحراء صار مبهماً أكثر فأكثر و انتقل من تصريحات لا تبرح المنطقة الرمادية إلى أفعال أقرب للإستفزاز.
فما معنى أن تختار سفيرة أمريكا بالجزائر موعد أول زيارة للرئيس تبون لتيندوف لتتوجه لنفس المدينة، تحت داعي تفقد ظروف توزيع المساعدات الإنسانية الدولية، و تلتقط صورة مع إحدى موظفات البوليزاريو و في الخلفية صورة كبيرة لابراهيم غالي كُتب عليها : “رئيس الجمهورية الصحراوية العربية” مع علم جمهورية الوهم. قد يقول قائل أنه ربما يتعلق الأمر بمجرد صدفة، لكن السفيرة وضعت هذه الصورة المستفزة التي تبدو فيها بضحكة أكثر استفزازاً على منصة تويتر X و كأنها تقصد ما تقصد!
للتذكير، فمنذ قدوم إدارة بايدن قبل ثلاث سنوات و هي تُماطل في تأكيد الإعتراف الأمريكي بالصحراء، بل عادت خطوة للخلف بترديدها لازمة دعم مقترح الحكم الذاتي و الحل السياسي بدل الإقرار بمغربية الصحراء، لذلك وضعت مشروع إنشاء قنصلية أمريكية بالداخلة في سلة مهملات الديبلوماسية الأمريكية. يجب الإعتراف أن بايدن و بلينكن يتعاملان مع قضية الصحراء كالموقف الفرنسي، الذي نُعاتب عليه باريس و هذا غير معقول!
ويأتي خروج السفيرة الأمريكية الغريب في ظرفية جيوسياسية يسيطر عليها الوضع في غزة، لذلك لن أستغرب إذا كانت أمريكا تهدف من وراء خرجة سفيرتها توجيه للمغرب “قرصة أُذن” بعد الموقف المتقدم للمملكة المغربية و الإدانة الصريحة لمجازر الإحتلال الصهيوني في أكثر من بلاغ للديبلوماسية المغربية. فعِماد الديبلوماسية الأمريكية هو كثير من النفاق و غير قليل من الإستفزاز إن اقتضى الحال.
وهكذا سيجد يوسف العمراني، المعين من طرف الملك قبل يومين سفيراً للمغرب بواشنطن، ملفاً ساخناً في انتظاره يتعين عليه أن يُعالجه بتبصر كبير خاصة و سنة 2024 سنة انتخابات أمريكا .. وعليه أن لا يُسقط فرضية عودة ترامب، صاحب التوقيع الشهير. من يدري؟