افتتاحية

المهداوي والأدسنس الحرام

ياسين حسناوي افتتاحية

حميد المهداوي، قد تتفق أو تختلف معه يبقى صحافياً يخلق نقاشاً جريئاً بالمقارنة مع عدد من الأسماء (طبعاً هذا رأي يلزمني لوحدي ووجهة نظر قابلة للنقاش)، لا أناقش إختلافه أو خلافه مع رضوان الرمضاني، فكلاهما زملائي في المهنة، وقد تكون مشاداتهما شيئا صحياً حول قضية الشعوب العربية والإسلامية الأولى.

وأنا أهُم لكتابة هذه الافتتاحية الأسبوعية، طالعت على موقع “فايسبوك” صورة لعزيز البدراوي من قاعة مناقشة الدكتوراه بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، الصورة لقيت إنتشاراً واسعاً قابله إستهزاء وضحك وتصرفات أخرى من أشخاص يقلونه مستوى، علمت أن هذا الأمر يمكن أن ينطبق على حميد المهداوي بصيغة أخرى.

نقاش “أدسنس” قناة المهداوي على “يوتيوب” أو قناة مؤسسته الإعلامية “بديل” خاصة عند إستضافة شامة درشول في حلقة، ومايسة سلامة الناجي في حلقة ثانية، فلم ينتبه عدد من المتتبعين والمدونين وأصحاب صفحات على “فايسبوك” إلى مضمون وخطورة ما قيل، فبقي النقاش قي شخص المهداوي فقط، وجميعنا نعرف من هي العقول التي تناقش الأشخاص وما العقول التي تناقش الأفكار.

قيل إن حميد المهداوي، هدفه الرفع من نسب المشاهدة ونتيجة ذلك آلاف الدراهم من “يوتيوب” إلى الحساب البنكي لحميد، وهو ما يسعى إليه من التحول من صحافي إلى يوتوبر (على حد قولهم).

هل الأدسنس حرام على المهداوي؟ هذا سؤال يراودني منذ بدأ الزميل حميد المهداوي ينتج فيديوهات يومية يعالج فيها قضايا سياسية، اقتصادية ومجتمعية بنبرة هي الأقوى من صحافي مر بتجربة سجنية قاسية، ومؤسسته تعرف حصاراً من المتحكمين في سوق الإشهار.

لا أجد عيباً ولا سبة لصحافي يقدم محتوى يمكن أن تتفق أو تختلف معه، ويخلق نقاشاً أن يستفيد من عائدات “الأدسنس” بدل إستفادة التافهين وبطلات “روتيني اليومي” وغيرهم من هذه العائدات.

والنقطة التي أريد أن أختم بها كلامي، هو أنني أتذكر جيداً ليلة الحكم على حميد المهداوي بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، كنت هناك برفقة الزميل سليمان الريسوني فك الله أسره، وقبل أن ينطق القاضي بالسنوات الثلاث، رأيت الحزن في عين الزوجة بشرى الخونشافي، ورأيت ظلماً في عيون يوسف وسلافة، تسلل الحزن إلى جسدي رغم عدم معرفتي المسبقة بحميد، فلا يمكن لأحد أن يحاسب حميد على أي شيء، لقد عاش في السجن وحيداً وعاشت عائلته الويلات، وأن يربح من الأدسنس أو غير الأدسنس فليس لأي شخص الوصاية عليه، المهداوي يقدم محتوى بديلاً، إذا كنت تختلف يمكنك أن تمنح دراهم الادسنس لامهم نعيمة ومثلها الكثير، وأما أدسنس المهداوي فيبقى حلالا لأن تغييرات ولو بسيطة لامسناها بعد حلقات من برامجه.