أين بعثة الرياضية من كأس العرب؟

أين هي بعثة القناة الرياضية من كأس العرب؟ سؤال يشغل المتابعين للشأن الإعلامي الرياضي في المغرب، ويكشف جانباً من طريقة تدبير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لملف نقل الأحداث الكروية الكبرى، خاصة حين يتعلق الأمر ببطولة عربية تحضرها كل القنوات في المنطقة… باستثناء التلفزيون المغربي.
وفق معطيات حصل عليها موقع “زون24″، فإن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لم ترسل أي طاقم إلى حدود صباح يومه الخميس إلى قطر لمواكبة منافسات كأس العرب. مصدر الجريدة أكد أن هذا الغياب لا يرتبط بقرار مالي أو تقني كما قد يروج، بل يدخل ـ للأسف ـ في إطار تصفية الحسابات الإدارية بين حسن بوطبسيل، مدير القناة الرياضية، وفيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
الخلاف بين الرجلين، وفق المصدر ذاته، بلغ مستويات غير مسبوقة، وأثر بشكل مباشر على سير العمل داخل القناة، وعلى القرارات المرتبطة بالتغطيات الخارجية والبرامج الرياضية. في الوقت الذي تراهن فيه دول عربية كثيرة على حضور إعلامي قوي لتسويق منتخباتها وصورتها الكروية، تحوّل الملف داخل التلفزيون المغربي إلى صراع صامت، نتيجته هي غياب تمثيلية إعلامية في حدث عربي مهم، وارتباك صورة الرياضة المغربية أمام الجمهور العربي.
علامات التوتر داخل القناة الرياضية ليست جديدة، فقد ظهرت خلال الأشهر الماضية مع توالي الأخطاء التقنية والتحريرية، أبرزها حين حُرم الجمهور المغربي من متابعة نحو عشرين دقيقة من مباراة الوداد وحسنية أكادير، إضافة إلى الارتباك الذي طبع التعاطي مع ملفات الإنتاج والبث الخارجي، في وقت تعرف فيه الرياضة المغربية دينامية قوية وتطوراً على مستوى النتائج والبنيات.
الجمهور الذي ينتظر رؤية منتخب بلاده في كأس العرب عبر شاشة وطنية، يجد نفسه مضطراً للاعتماد على قنوات عربية أخرى لمشاهدة المنتخب وتغطية مشاركته. وهذا يطرح سؤالاً جوهرياً حول دور القناة الرياضية، وموقعها في المشهد الإعلامي العربي، وقدرتها على مواكبة التطور الحاصل في تكنولوجيا البث والإنتاج، خصوصاً مع دخول المغرب مرحلة حساسة يرتبط فيها الإعلام الرياضي بملفات كبرى مثل كأس الأمم الإفريقية المقبلة، وكأس العالم 2030.
ما يحدث اليوم يعكس إشكالاً أعمق من مجرد غياب بعثة إلى قطر، ويكشف أن المؤسسة الوطنية تحتاج إلى إصلاحات جذرية تعيد ترتيب البيت الداخلي، وتضمن استقلالية القرار المهني عن الصراعات الإدارية. فالجمهور لا يعنيه من ينتصر في هذا الصراع، بل يهمه أن يشاهد فريقه في حدث عربي كبير، وأن يشعر بأن الإعلام الوطني حاضر، ويدافع عن صورة المغرب في المحافل الرياضية.
الغياب عن كأس العرب ليس فقط خسارة مهنية للقناة الرياضية، بل هو أيضاً فرصة ضائعة لترويج صورة المغرب كقوة كروية جديدة في المنطقة. وبين تصفية الحسابات وتجميد القرار الإداري، يظل السؤال قائماً: أين بعثة الرياضية من كأس العرب؟ وهل يدرك المسؤولون أن ثمن الصراع يُدفع من رصيد الجمهور، لا من مكاتب الإداريين؟


