تفاصيل إجتماع رؤساء الرجاء

في خطوة حاسمة نحو إعادة هيكلة نادي الرجاء الرياضي، تقرر عقد اجتماع جديد مساء السبت المقبل، سيجمع بين رؤساء النادي السابقين والمنخرطين، في محاولة لإيجاد أرضية توافق حول التحول إلى شركة رياضية، وتحديد معالم المرحلة المقبلة. يأتي هذا الاجتماع المرتقب بعد جلسة ماراثونية عقدت اليوم، دامت أزيد من أربع ساعات، وحضرها معظم الرؤساء السابقين باستثناء عبد الحميد الصويري.

الاجتماع الذي طغت عليه لحظات توتر ونقاشات حادة، كشف عن حجم التباين في الرؤى بخصوص القيمة الحقيقية لرأسمال النادي، وآليات تنزيل مشروع الشركة الرياضية. وقد تم التوافق على تقييم رأسمال الرجاء في حدود 15 مليار سنتيم، دون احتساب قيمة أكاديمية النادي. هذا الرقم لم يحظَ بالإجماع، حيث عبّر بعض الرؤساء السابقين عن تحفظهم، معتبرين أن القيمة الرمزية والتاريخية للنادي لا يمكن حصرها في أرقام مالية فقط.

وفي هذا الصدد، نشب خلاف واضح بين الرئيسين السابقين عبد الله غلام وسعيد حسبان، حيث اعتبر هذا الأخير أن “شعار الرجاء وجماهيره وتاريخه لا تُقدر بثمن، وأن حصر قيمته في 15 مليار سنتيم فيه انتقاص من هويته ومكانته الكروية”.

من جهة أخرى، طُرحت خلال الاجتماع فكرة أن يكون أعضاء الشركة الرياضية أشخاصاً غير أُجراء، أي لا يتقاضون أجوراً من النادي، وذلك لضمان استقلالية القرار وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية.

مصادر مطلعة أكدت أن مشروع التحول إلى شركة رياضية ليس وليد اللحظة، بل تم التمهيد له خلال سلسلة من الاجتماعات الاستشارية التي أشرفت عليها جهات مسؤولة في الدولة، والتي تسعى إلى جعل الرجاء نموذجاً يحتذى به لباقي الأندية المغربية، في إطار إصلاح شاملة لمنظومة التسيير الرياضي بالمملكة.

ويبدو أن التوجه السائد داخل دوائر القرار بالنادي يسير نحو اختيار رئيس الشركة الرياضية من داخل “حكماء الرجاء”، وهي المجموعة التي تضم أسماء وازنة من الرؤساء والمسيرين السابقين، الذين راكموا تجربة طويلة في التسيير.

أما بخصوص مستقبل الجمعية الرياضية، فسيتم الحسم فيه خلال الجمع العام المقبل، الذي يرتقب أن يُعلن عن تاريخه قريباً، ليكون محطة فاصلة في تاريخ النادي، ترسم ملامح الرجاء الجديد بين نموذج رياضي حديث وجذور جماهيرية ضاربة في العمق.

ويبقى التحدي الأكبر المطروح على الطاولة هو كيفية التوفيق بين الطابع المؤسساتي للشركة الرياضية، وبين الإرث التاريخي والبعد الجماهيري الذي شكّل على الدوام مصدر قوة الرجاء، وميزته الفريدة في الساحة الرياضية الوطنية.