افتتاحية

الحسابُ وحسبانْ

الحاجة ملحٌَة اليوم إلى عودة سعيد حسبان رئيساً لنادي الرجاء الرياضي لكرة القدم على الأقل لأربعة مواسم المقبلة، مع ضرورة محاسبة عادل هلا ومن معه في المكتب ومن قبله طبعاً، بمن فيهم محمد بودريقة الذي أساء لسمعة النادي كثيراً بعيداً عن لغة العاطفة التي يتكلمها جزء كبير من الجمهور أو لنقل جزء من الذباب الالكتروني للرئيس المعتقل في السجن الفدرالي لهامبورك، ففي الاخير السمعة أكثر قيمة من الألقاب.

لماذا الحاجة إلى سعيد حسبان في هذه الظرفية بالضبط، سعيد هو الاسم الاكثر جرأة والاكثر ضبطاً للقوانين، وهو من بين رجال الاعمال القلائل الذين لهم علاقة بالتسيير الرياضي دون أن تكون لهم علاقة بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء إلا في الحالات التي يكون فيهاً مشتكياً أو مطالبا بالحق المدني.

إلتقيت سعيد حسبان مرة واحدة في فترة رئاسته للنادي بأحد مقاهي شارع المسيرة، التقطنا صورة عفوية برفقة البرلماني القتيل عبد اللطيف مرداس رحمه الله، لامست قوة شخصية الرجل الممزوجة بحبه الجنوني للنادي الاخضر، ثم سأراه من بعيد في نهائي كأس العرش أمام الدفاع الحسني الجديدي في ملعب الامير مولاي عبد الله في 2017.

ستتجدد العلاقة في 2023 في سياقات خاصة، عرفته عن قرب وجالسته عشرات المرات ولا أزعم أنني صديقه المقرب ففي الصحافة كما السياسية “صديق اليوم قد يكون عدو الغد”، بقيت اتصالاتنا الثنائية محدودة جداً، لكنني طرحت أسئلة كثيرة لماذا كانت تحاك أشياء ضده رغم أنه أسس فريقاً فاز بكأس العرش وستفوز نفس التركيبة البشرية فيما بعد لنقل اغلبها بمن فيهم زكرياء حدراف ومحسن ياجور بكأس الكاف ومعه كأس السوبر، تركيبة بشرية ساهم فيها سعيد حسبان بشكل مباشر.

يقول المعارضون لسعيد حسبان “معندوش الفلوس” لكن المريب في الأمر هو أن المدعين بامتلاك المال هم من سرقوا أموال الفريق في النهاية، غير أن مقرباً من نادي الرجاء الرياضي حكى لي ذات لقاء أن سعيد حسبان لما تم انتخابه رئيساً للنادي الاخضر هو بنفسه طلب تحقيقاً من المجلس الاعلى للحسابات ومن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.

“الكراطة” التي تقودها الدولة في مجال التسيير الرياضي والجماعي، والتي زجت بسعيد الناصيري ومحمد بودريقة وعزيز البدراوي وقبلهم محمد الحيداوي وآخرهم أوزال لم تصل شرارتها لحسبان ولا أعتقد انها ستصل وهذا ليس دفاعاً عن سعيد حسبان ولكن لأنني اعرف أموراً كثيرة عن الرجل بما فيه صفقاته وعلاقته بالمديرية العامة للضرائب وغيرها من إدارات الدولة حتى في فترة رئاسته لمجلس العمالة ولمقاطعة الفداء تحت يافطة الحركة الشعبية.

لا أرى “بروفايلاً” الآن قادراً على قيادة النادي بالشكل الذي يمكن أن يقود به حسبان الفريق (هادي إلى كان هو باغي يترشح)، ففي النهاية سعيد حسبان ضحَّى بوقته وأعماله وأطفاله لمحو الزلزال الذي تركه بودريقة بعد مونديال الاندية 2013، ربما لا يفكر بإعادة الكرَّة مع مخلفات عادل هلا.

وقبل أن نعرف مستقبل رئاسة نادي الرجاء الرياضي لا بد من تفعيل الحساب مع كل من أساء للنادي سواءٌ في المكتب او في صفوف اللاعبين النسر ليسَ من الثديات بمعنى أنه يبيض ولا يلد والمعنى الأدق هو أن لا يمكن ان ننظر إليه كونه طائراً حلوباً.