افتتاحية

ما بعد الباكالوريا!

نشوة النجاح في الباكالوريا كما عشناها قبل 12 سنة من الآن هي نفس النشوة التي سيعيشها من حصل عليها هذا الأسبوع، ففي البداية لا بد أن نهنئ التلاميذ الذي توفقوا في الحصول عليها ونتمنى حظا أوفراً للمستدركين، لكن السؤال الذي اطرحه كل سنة هل يعرف هؤلاء التلاميذ أن النجاح في الباكالوريا هو نقطة انطلاقة حياة جديدة، فهل تساءل أحدهم عن ما بعد الباكالوريا.

إذا كان التوجيه في المغرب معضلة لم يجد لها اهل الحل حلاًّ، فإن ما ينتظر التلاميذ بعد الباكالوريا، لو علم به شبابنا لما كانت لهم رغبة أصلاً في التتويج بهذه الشهادة، هذا ليس كلاماً للتشاؤم، لكنه الحقيقة، سيشتاق تلاميذ الثانوي التأهيلي إلى أيام الأقسام والأساتذة وحياة بلا هم، ولا هم غير الدراسة.

ما بعد الباكالوريا فعلاً يطرح باب التأويل هو كيف ستكون حياتك إذن، ستبدأ معركة تشكيل شخصية جديدة عمادها الاعتماد على النفس، بل ستجد عالماً جديداً وهو الجامعة.

وإذا توجه التلميذ إلى مؤسسات ذات إستقطاب مفتوح، فإن النصيحة هي حذاري أن تأخذك الحرية الزائدة، وعدم العمل بنظام الحارس العام إلى الزيغ عن السكة الصحيحة.

ما بعد الباكالوريا من المرجح ان يبتعد التلميذ السابق والطالب الحالي عن دفئ الاسرة إلى مدينة بعيدة حيث توجد المؤسسة الجامعية التي ستحضنك وتبدأ معها أحداث جديدة، من الجري وراء البحث عن السكن، إلى تعلم الطبع وصناعة “الطواجن” إلى تحمل المسؤولية كاملة.

وهنا أمور كثيرة لا يسعف الوقت لكتابتها حول ما بعد الباكالوريا، خذوا العبرة ممن سبقكم وكامل التوفيق للجميع.