افتتاحية

إدريس لشكر السي الكالة!

من باب الصدفة وأنا أهم لكتابة هذه الإفتتاحية، فتحت “يوتيوب” على تلقاز يقابل مكتبي ولأنني مدمن على تاريخ المغرب سيقترح علي “يوتيوب” مقطعاً عن حياة المهدي بنبركة واحد من رموز الإتحاد الإشتراكي، الحزب الذي فقد الكثير من أسهمه داخل بورصة السياسية منذ تولي إدريس لشكر كتابته الأولى منذ أول ولاية وإلى الولاية الثالثة التي يعيشها إدريس الآن.

فجر المجلس الأعلى للحسابات مؤخراً قنبلة من العيار الثقيل، تهم استفادة الاتحاد الاشتراكي، بتاريخ 9 نونبر 2022، من دعم سنوي إضافي قدره (1.930.896,03) درهم، لتغطية المصاريف المترتبة عن الدراسات، مشيرا إلى أنه تم اختيار مكتب الدراسات “MELA STRATEGIE & CONSEIL” لإنجاز 23 دراسة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي والبيئي بمبلغ إجمالي قدره 1.835.000 درهم.

مكتب الدراسات “MELA STRATEGIE & CONSEIL”، الذي منحه الاتحاد قرابة 200 مليون سنتيم، يديره مهدي مزواري عضو المكتب السياسي والكاتب الجهوي للحزب بالدار البيضاء، حسن لشكر نائب رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب والكاتب الجهوي للحزب بالرباط، وريم العاقد قريبة عضو المكتب السياسي ومدير الفريق البرلماني بمجلس النواب، أحمد العاقد.

المصيبة ليست فقط تمكين نجل لشكر من هذه الأموال في سقطة أخلاقية لا تغفر، المعضلة هي أن لا احد من مناضلي الحزب وأعضاء مكتبه السياسي في علمهم هذه الصفقة لولا تقرير زينب العدوي الأخير.

مسؤول كبير داخل الإتحاد الاشتراكي تحدث لهيأة تحرير “زون24” هذا الأسبوع بإمتعاض كبيرة، لخصت كلامه في “الولاية الثالثة للشكر ليست قانونية، والرجل فعلاً أصبح متغولاً، وتمكن من اغراق نواة الحزب التي كانت مشكلة من 5 او 6 أعضاء بارزين ووجوه معروفة ولها قيمتها، والهدف طبعاً هو قطع الطريق، وقد نجح في ذلك بعدما أخذوا مسافة من الحزب، على حد تعبيره”.

إن هذا المسؤول السياسي داخل الحزب ومعه عدد من القيادات متأكدون من أن “كالة” لشكر أوصلت الوردة إلى الموت السريري، وأن إدريس لا تهمه مصلحة الحزب بقدر ما تهمه المصلحة الشخصية والعائلية الضيقة، من قبيل تحويل ملايين السنتيمات لمكتب دراسات بإسم نجله.

خرجت اصوات من داخل حزب الوردة تندد بهذه السلوكيات وتقول إنها تجمع حركة تصحيحية داخل الحزب، لكن ما الذي يمكن لحركة تصحيحية أن تفعله أمام رجل تغول ولم يعد من حجمه أحد داخل الحزب.

المريب في الأمر هو أن ظاهرة تقديس القائد التي كنا وكان معنا منتمتون للوردة يشجبونها في حزب العدالة والتنمية خاصة في عهد رئاسة عبد الاله بنكيران للحكومة، هي نفسها تتكرر مع أتباع إدريس لشكر، الذي خرجوا يهاجمون كل من تحدث عن “ريع الدراسات” أو مس في نجل لشكر.