وجهات نظر

أين العدالة الرياضية في جامعة التايكواندو؟

أمين شطيبة

غير مقبول كيفما كان الحال الإستمرار في العبث والاستهتار بالناشئة، فمصلحة الرياضة و الرياضيين فوق أي اعتبار، وهنا نستحضر الظلم والإقصاء الممنهج للأبطال، لأن الغاية من الرياضة هو التكوين والترفيه والإستمتاع ورفع راية البلاد عاليا في المحافل ،لكن سياسة جامعة التايكواندو تسيير في واد التهميش والظلم وصل الأمر للفضائح اللا أخلاقية.

على رئيس جامعة التايكواندو أن يستحضر المصلحة العليا للبلاد وللشباب ، وأن يتفاعل إيجابا مع جاءت به الخطب الملكية الأخيرة الرابطة للمسؤولية بالمحاسبة، وأن يترك “الكرسي” لكفاءات مؤهلة و وجوه جديدة على رأس الجامعة والعصب الجهوية، ما دام غير قادر على تحقيق الإنصاف الرياضي داخل جامعته، خصوصا بعد الفضيحة الجنسية التي تفجرت نواحي أكادير بطلها مدرب يمارس الفاحشة على بطلة قاصر .

لا وقت الآن للصمت إذا كانت تهمنا مصلحة البلاد والرياضة الوطنية، فيجب أن نرفع أصواتنا عاليا وأن نطالب برحيل المسؤولين عن رياضة التايكواندو لأن لا جديد يذكر داخل هذه الرياضة، فأبطال الرياضة صاروا يحسون أنه في وطنهم ظلموا، فأوقفوا العبث هذا العبث المسترسل رجاء، ليبقى التساؤل كيف يعقل أن يبحث رئيس الجامعة عن تنازل في قضية البطلة القاصر؟ .

وإذا توقفنا للتأمل سنجد أن جامعة التايكواندو تسير نحو الهاوية، بعد أن بلغ “المكر والخداع” أقصى درجاته، حيث ظهرت الكثير من الصراعات وحروب الزعامة، وتصفية الحسابات وسوء التسيير والفساد المالي والرياضي، كمثال تزوير الديبلومات والشواهد وتزوير الأوزان، ما يهدد بنسف تحضيرات الأبطال لمختلف المواعيد الكبرى، وخير مثال الخروج الإعلامي للأبطال والمسيرين والمدربين للمطالبة بتحرير التايكواندو من قبضة عائلة الهلالي، وكذا هِجرة الأبطال أ”نور بوخرصة” في قوارب الموت بحثا عن حياة أفضل، وظروف رياضية أحسن، ثم ليس أخرها هجرة البطل عمر لكحل، كل هذه الأشياء تنذر بسقطات أخرى لرياضة التايكواندو.

يجب على القائمين على رياضة االتايكواندو أن يعترفوا بإخفاقهم، ولابأس سأذكركم ببعض منها.. أولا استعانت الجامعة الملكية المغربية لرياضة التايكواندو بالفرنسي فيليب بويدو لشغل منصب مستشار تقني للجامعة، وهو الذي تم الإستغناء عنه من طرف الاتحاد الفرنسي بسبب تورطه في فضيحة فجرتها البطلة الفرنسية من أصل كندي، مارلين هارنوا، التي اتهمته هارنوا، الحائزة على الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن سنة 2012، كلا من فيليب بويدو ومدربتها السابقة ميريام بافريل، بالضغط عليها لفظيا وجسديا وتهديدها ومضايقتها.

ثانيا خروج عدد كبير من الأبطال المغاربة في الرياضة المذكورة عن صمتهم يوجهون إنتقادات حادة لرئيس الجامعة ولبعض المسؤولين بسبب الإقصاء والتهميش التي تتعرض له الطاقات الشابة وبسبب المحسوبية والزبونية في إختيارات الأبطال الذين سيمثلون المغرب في البطولات القارية والعالمية.

ثالثا هجرة الأبطال المغاربة، للدول الأوروبية بسبب لامبالات مسؤولي رياضة التايكواندو، حيث سجلت حالات اختفاء الأبطال في رياضة التايكواندو، في أكثر من مرة وبوخرصة والكحل خير دليل.

رابعا خروج المدرب مراد الصباغ والبطل أشرف محبوبي بتصريح كشفوا من خلاله فضائح وإختلاسات مالية كبرى وطالبوا بتدخل الجهات العاليا للبلاد وكذا وزارة الشباب والرياضة.

خامساً تبرأ العضو الجامعي رمزي البارودي من التقارير المالية في الجمع العام الأخير أما الجميع وبشكل صريح وموثق.

ليس هذا العبث سوى قليل من كثير، دون الدخول في تفاصيل أخرى سنتركها للأيام القادمة، لكن الفضيحة الجنسية لفتاة من جماعة التمسية بعمالة إنزكان أيت ملول ضواحي أكادير فضيحة أخلاقية مدوية تستوجب تدخل عاجل وقوي لأن الفتاة الضحية، ذات 16 ربيعا، بمعنى قاصر.

يجب أن يعلم المسؤولون عن رياضة التايكواندو أن الإخفاق المبكر يهدد الرياضة الوطنية أكثر مما هي فيه، وأن المغرب ينتظره الكثير من المواعيد الكبرى، والكثير من التظاهرات الرياضية والبطولات القارية والعالمية، اعترفوا بفشلكم لأن الوضع الحالي الذي تعيشه منظومة التايكواندو ينبئ بسقوط جديد ، لأن التحضير للمواعيد الرياضية الكبرى وسط أزمات وصراعات لن يحقق الأهداف والطموحات التي يتبجح بها المسؤولين في كل مرة وفي كل خطاب وفي كل خرجة من خرجاتهم البهلاونية.

أما الأن فيجب العمل بخطاب الملك، وتجديد النخب في كل الجامعات والعصب الرياضية، ولا لإزدواجية المهام، والاتجاه نحو التصالح مع الرأي العام الرياضي من أجل احتواء الأزمات الطاحنة الدائرة رحاها بين مختلف الفاعلين في داخل أسرة رياضة التايكواندو خصوصا، وضمن حقل الرياضة الوطنية عموما، مما يؤدي إلى إنقاذ مستقبل الرياضيين والشباب، هؤلاء الذين صاروا آخر هم المستحوذين على خناق التدبير الرياضي في بلادنا.

وأقول في الأخير جزء مهم من مسؤولية ما وصلت إليه أوضاع التايكواندو، يرجع بالأساس إلى المسؤولين اللارياضيين، لو كنا نتوفر على الرجل المناسب في المكان المناسب لكانت رياضة التايكواندو رقم واحد في المغرب.

أوقفوا الزبونية والمحسوبية وأبعدوا أصحاب المصالح عن أسرة التايكواندو لأن الرياضة أخلاق، وما جدوى أن يكون المسير بلا أخلاق .. تتدلى على صدره أوسمه عارية من كل معاني الأخلاق الفاضلة .

عندما تسقط من قلوبكم الوطنية وعندما تفتقدون الحرفية وعندما يكبر جشعكم وتنكشف أهدافكم وتظهر عوراتكم تستخرجون سيف بجاحتكم ووقاحتكم فتذبحون الأمل وتقتلون الوطن على محراب شهواتكم، تبا لقاتلي حلم الابطال، اليوم يوم للتاريخ سيبقى وصمت عار في أعناقكم، “في رياضة التايكوندو ضلم شباب الوطن”.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي الجريدة وإنما عن رأي صاحبها.