افتتاحية

“أسماء عديدة”

“أسماء عديدة” هي عبارة نطقها سعيد الناصيري، رئيس نادي الوداد الرياضي في حوار مطول مع قناة “شوف تيفي”، قبل اعتقاله ضمن عصابة “إسكوبار الصحراء”، عندما واجهه المحاور بتدخل بعض الأطراف في صفقات اللاعبين داخل النادي، فأثارت هذه العبارة موجة سخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث اعتبر سعيد الناصيري كلمة “أسماء عديدة” هي إسم لسيدة موجودة على أرض الواقع، غير أن الزج به منذ أيام في السجن المحلي عين السبع “عكاشة” أظهر أسماء عديدة في ملف البارون المالي.
يبدو أن العبارة التي أطلقها رئيس نادي الوداد الرياضي احتاجت لساعات ليتبين للرأي العام المحلي والدولي، أن سعيد ومعه أسماء عديدة متابعون في حالة اعتقال، وآخرين تعمق معهم عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أبحاثها.
والاسماء العديدة التي ترددت على فيلا سعيد الناصيري عند تقاطع شارع مكة مع شارع القدس بمدينة الدار البيضاء، من رجال الرياضة والفن والصحافة، بدأت تتحسس رقابها، خصوصا بعدما نشرت جريدة “الاحداث المغربية” مادة مطولة حول إمكانية تصوير جلسات خمرية وممارسات جنسية، الامر شبيه بفيلم الحاج ثابت الذي سقط أواخر تسعينيات القرن، وفق تعبير الصحيفة.
الأسماء العديدة، التي إستضافتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بشارع إبراهيم الروداني فاقت 180 بينهم مشتبه فيهم وشهود ومصرحون، ورغم أنه تم تقديم 25 شخصا، ضمنهم سعيد الناصيري رئيس نادي الوداد الرياضي، وعبد النبي البعيوي رئيس جهة الشرق والمنسق الجهوي لحزب الاصالة والمعاصرة، وعلى الرغم من أن الاعتقال طال 20 متهما، فإن تقديما آخر لا يعرف توقيته سيتم أمام النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء.
وأهم “الأسماء العديدة” التي تعيش أحلك أيامها هي قيادات في حزب الاصالة والمعاصرة، ضمنهم رئيس جهة تقع وسط المغرب، ومالك لشركة الالبان ضواحي الدار البيضاء، ووزير في حكومة عزيز أخنوش له علاقة سياسية وشخصية برئيس نادي الوداد، استفاد من سكن بحي الرياض وعين وزيرا بفضل المعتقل، ثم إستفاد “ولد سعيد” من مكان له في الديوان.
وفي انتظار “الأسماء العديدة” الأخرى التي ستظهر عند إحالة الملف على الجلسات، يبقى ملف “إسكوبار الصحراء” الأكبر في هذه السنة، ينتظر معه الرأي العام سقوط أسماء عديدة أخرى، خاصة من عالم السياسة.