افتتاحية

بناصر بولعجول.. أموال تترعرع!

افتتاحية ياسين حسناوي

صادق مجلس الحكومة المنعقد يوم الخميس 30 يونيو 2019 برئاسة سعد الدين العثماني على مقترح تعيين بناصر بولعجول في منصب مدير الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، بعدما كان الرجل يشغل منصب الكاتب الدائم للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير التي ستتحول إلى وكالة وطنية، من أجل تكثيف الجهود المبذولة في مجال تحسين مؤشرات السلامة الطرقية، من خلال اعتماد أساليب عمل أكثر فعالية، هذا ما نشره الموقع الرسمي لوزارة التجهيز والنقل (المسمى السابق).

وطبعاً كان عدد من الزملاء الصحفيون وأنا واحد منهم سعداء لتعيين رجل تواصل، تعاملنا معه مهنياً في محطات كثيرة، قبل أن يصبح بناصر بولجعول “Petit araïchi” في “تبديد المال العام”، وهو ما كشفنه طلب العروض الذي فتحت أظرفته الأربعاء المنصرم، يخص تنظيم اليوم الوطني للسلامة الطريقة، الذي رصدت له ميزانية قاربت المليار سنتيم.
المريب في الأمر هو تبرير صرف المليار سنتيم في عز الأزمة التي تعرفها البلاد، وفق دفتر التحملات الذي إطلعت عليه، تقول الوثيقة إنه للوصول إلى 800 ألف تفاعل مع سهرة مدتها ساعة و50 دقيقة ستصرف عليها 100 ألف درهم، بينما يتم إنتاج كبسولة واحدة بقيمة 30 مليون سنتيم لا تتعدى دقيقة ونصف، أضف إلى ذلك تخصيص ميزانية لموقع إلكتروني سيشتغل أبعد تقدير 24 ساعة، لما لا يتم التسويق للحدث في بوابة NARSA الإلكتروني إن كانت في الأصل الحاجة لذلك، و(باش كملها وجملها صاحبنا بولعجول) التأكيد على حجز غرف في فندق خمس نجوم لفائدة الضيوف.
هذه “الأموال المترعرعة” التي قدمها بناصر بولعجول في طلب العروض هذا، قدمت لنا بولعجول آخر الذي لا نعرفه ولم نراه من قبل، بناصر الذي يسبح في المال العام.
في بداية الثلث الأول من السنة التي نودعها، انتفض رشيد الحموني وهو برلماني في المعارضة عن حزب التقدم والاشتراك سؤال كتابي إن “حوادث السير في المغرب تودي بحياة 10 أشخاص يوميا إضافة إلى إصابة 250 آخرين، وسنويا وفاة أكثر من 3 آلاف و500 شخص، وإصابة 12 ألفا آخرين بجروح بليغة.”
تخيل أن كل هذه الأرقام لا زالت تسجل في طرقات المغرب، وبناصر بولعجول يضع مليار سنتيم ليس لتحسين الطرق و”تزيار السمطة” ووضع رادارات وغير ذلك مما قد ينجز بمليار سنتيم، فضل أن يجعل المال السايب عمره ساعة وخمسين دقيقة.
ومن باب الصدفة أو حسن القدر للبعض، أن طلب العروض هذا تزامن مع تقشف الحكومة في زيادة راتب الأساتذة، ونهج سياسة “جوع الكلب يتبعك” حيث قيل إن 1500 درهم ستكون زيادة قي ظرف سنتين، ولأساتذة التعليم العالي 3000 درهم مقسمة على ثلاث سنوات، لو كنا في دولة تحترم نفسها لن يكمل بولعجول رئاسته لنارسا، لكن ما الذي ينتظر من حكومة رئيسها يفوز بصفقات عمومية ضداً في الجميع.