لفتيت يفتِّت أخنوش!
عبد الوافي لفتيت رجل هادئ لكنه يسجل أهدافه بذكاء، لذلك لا أحد يشكك في ذكاء القصر حينما يعين أسماءً في مناصب مسؤولية وخاصة كوطة الملك في الحكومة.
“لفتيت يفتت أخنوش” في معركة كسر العظام الخاصة بلائحة الولاة المفرج عنها أخيراً، بكل من الدار البيضاء ومراكش واكادير وطنجة والداخلة، بحيث ظهرت أسماء جديدة وأخرى قديمة في اللائحة المعلنة تنتمي كلها الى رجالات محسوبة على وزارة الداخلية وحرسها.
ليس هذت فقط فقد كشفت الأسماء المقترحة عن فشل كبير لرئيس الحكومة عزيز اخنوش في فرض مقربيه في مناصب بوزارة الداخلية ضمن حرب غير معلنة يقودها ضد وزير الداخلية منذ فترة طويلة بسبب النفوذ الذي يتمتع به الوزير عبد الوافي لفتيت والذي يجعل منه أقوى رجل داخل الحكومة منذ الانتخابات التي جاءت بحزب الأحرار إلى رئاسة الحكومة.
عمليات تسليم السلط التي جرت بداية الأسبوع بعد الاستقبال الملكي للولاة سعيد امزازي بجهة سوس ماسة ومحمد مهيدية بجهة الدار البيضاء وفريد شوراق بجهة مراكش ويونس التازي بطنجة ثم علي خليل بجهة الداخلة وادي الذهب، أكدت عودة قوية لحلقة وزير الداخلية بعد أن تعطلت لأزيد من ثمانية أشهر حركة التنقيلات الخاصة بالعمال وولاة الإدارة الترابية على خلفية خلاف في الكواليس بين رئيس الحكومة ووزير الداخلية.
عزيز اخنوش الذي سحب إدارة المراكز الجهوية للاستثمار من وصاية وزارة الداخلية ووضعها تحت وصايته بموجب مرسوم إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، بحث هذه المرة عن ربح مساحات جديدة في الدولة مستغلا اختصاصاته كرئيس للحكومة، غير أن طموحه بوضع أسماء مقربة منه في قائمة الولاة الجدد تم إفشالها هذه المرة.
سيناريو الخلافات غير المعلنة بين وزير الداخلية ورئيس الحكومة سوف تكشفها مستقبلا اللائحة الثانية للتنقيلات الخاصة بالعمال المرتقبة خلال الاسابيع القادمة. لائحة يدافع من خلالها وزير الداخلية عن تعيين “أبناء الدار” بينما يرى فيها عزيز اخنوش فرصة لاختبار سلطاته الدستورية كرئيس للحكومة.
عندما مرض لفتيت في حكومة سعد الدين العثماني، اعتقد الكثير من الناس أن المرض سينال من وزير الداخلية، غير أنه ءضحى أقوى من السابق وهو يفتت أخنوش في هذه المعركة، أخنوش ليس رجل سياسة في الأصل بشهادة مقربيه، هو رجل مال وأعمال دخل السياسة لحماية مصالحه الضيقة، لكن لفتيت وزير بخلفية يفهم من خلالها رجال السلطة وتصرفاتهم، ومن يليق بالدار البيضاء او الرباط أو مراكش وهنا تكمن قوة الرجل.
كلام منطقي يبقى الملك محمد السادس الفيصل في القضايا الشاىكة والتعليم هو المحرك والدينامو لكل بلد …تحياتي
جميل جدا أن تستهل مقالك بمقدمة تستشرف التاريخ المعاصر للمغرب مع الملك الراحل الحسن الثاني…يبدو أن الحصص الدراسية التي جمعتنا داخل أسوار مؤسستنا باجة لازالت ترخي بضلالها على ميولك و اهتماماتك في الكتابة.تحياتي لك صديقي ياسين و الله يوفقك في عملك
بكل تأكيد الاستاذ العزيز، احن دائما الى دراسة التاريخ على يدك فس اجواء يطبعها المطر والسادسة مساءً يكون الجو مظلماً، ونقاشات التلاميذ تكسر الجمود، حفظك الله يا غالي