أزمة “SETTAVEX”.. نقابة مخاريق تناضل ونقابة ميارة تلتقط الصور مع الاستقلالي مزور

في خضم واحدة من أخطر الأزمات الاجتماعية التي تعرفها مدينة سطات خلال السنوات الأخيرة، وبعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والمفاوضات الماراثونية، برز اسم الاتحاد المغربي للشغل كفاعل نقابي ميداني يقود معركة إنقاذ أزيد من 500 عائلة مهددة في قوتها اليومي بعد توقف نشاط شركة SETTAVEX، أحد أعمدة قطاع النسيج بالمنطقة.
وقد انخرطت الجامعة الوطنية للنسيج والألبسة الجاهزة التابعة للاتحاد المغربي للشغل في نضال حقيقي، ليس فقط من أجل الدفاع عن حقوق العمال والضغط لفتح حوار جاد مع الجهات المعنية، بل لتأمين الحد الأدنى من الكرامة الاجتماعية لفئات هشة مهددة بالتشرد. مفاوضات مطولة ووقفات احتجاجية وتغطية إعلامية مرافقة، كلها كانت أدوات نضالية اعتمدها مناضلو النقابة بسطات لفرض ملفهم المطلبي في أجندة الحكومة والسلطات.
غير أن المشهد سرعان ما تعكر بطعم الانتهازية السياسية، حين خرجت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، المقربة من حزب الاستقلال، عبر ممثلها الإقليمي عثمان السلومي، برفقة رئيسة جماعة سطات نادية فضمي، لالتقاط الصور في اجتماع رسمي مع الوزير الاستقلالي رياض مزور، في محاولة لركوب موجة نضالات لم تخضها.
هذه “الخرجة” أثارت موجة استياء واسعة في صفوف العمال والمتتبعين، حيث اعتبرها كثيرون محاولة لإضفاء طابع سياسي على قضية اجتماعية بامتياز، ولعب دور “المنقذ” دون أي جهد نضالي حقيقي. فبينما كانت نقابة الاتحاد المغربي للشغل تتواجد يومياً وسط العمال المحتجين وترافقهم في معاركهم اليومية، اختارت نقابة ميارة أن تُطل بوجهها الإعلامي فقط عندما أصبحت القضية تحظى باهتمام حكومي ورسمي.
ويخشى عدد من الفاعلين المحليين من أن تتحول الأزمة إلى مناسبة لتبادل الأدوار بين المنتخبين والوزراء دون تحقيق تقدم ملموس في ملف العاملات والعمال، خصوصاً وأن الشركة المعنية تُعد من بين أكبر المشغلين في جهة الدار البيضاء-سطات، وأي قرار بتصفية نشاطها قد يُحدث أزمة اقتصادية واجتماعية ممتدة.
في الأثناء، تؤكد مصادر من داخل الاتحاد المغربي للشغل أن النضال سيستمر، وأن المعركة اليوم ليست فقط لإنقاذ مناصب الشغل، بل لتثبيت ثقافة النضال المسؤول في مواجهة منطق الصور والبروباغندا السياسوية.
إن ما يقع في سطات اليوم ليس مجرد خلاف نقابي أو تنافس سياسي، بل هو عنوان لأزمة أعمق في تدبير الشأن الاجتماعي والاقتصادي، حيث يُكافأ المزايدون بالصورة بينما يُحاصر المناضلون بالفعل والتضحيات.