مصدر مطلع

هل تهدد العدل والاحسان النظام العام؟

احتجاج العدل والاحسان

مع أحداث غزة خرج تنظيم العدل والاحسان إلى العلن، وبدأ حملة النزول إلى الشوارع في تضامن ظاهره حماس وخلفياته تصفية حسابات مع الدولة وتحريك عجلة التنظيم الذي تعطل منذ رحيل المرشد، ورغم أن التنظيم لم يعلن يوما تضامنه مع الفلسطينيين الذين يموتون يوميا في الضفة الغربية حيث تحكم السلطة الفلسطينية وحركة فتح، فإن الجماعة لم تتوقف عن دعم حماس التي تحكم قبضتها على غزة ومواطني غزة.

لقد شكل الهجوم الاسرائيلي على غزة فرصة لهجوم جماعة العدل والاحسان على الدولة، ثارة بالدعوة إلى إسقاط التطبيع وثارة اخرى باستهداف مستشار الملك اندري ازولاي اليهودي المغربي.

هجوم “العدلاويين” كان لابد له من سند تنظيمي يختبئ وراءه تحت مسميات جبهة مغربية لدعم فلسطين أو في شكل مسيرات ليلية ووقفات أمام المساجد ودعوات إلى التظاهر ومسيرات داخل بعض الجامعات المغربية، وكلها أدوات استعراضية غايتها إصدار شهادة حياة هذا التنظيم الذي انحسر نفوذه وتأثيره في الساحة منذ “باع الجماهير” إبان الربيع العربي وتفاوض بورقة الحشود والشعارات التي كان يرفعها انصاره في مسيرات 20 فبراير واستغل ذلك في ابتزاز الدولة وعقد اتفاقات تحت الطاولة ثم انسحب فجأة من الشارع وترك بعض المُتياسرين وحدهم، وهي اللعبة نفسها التي يلعبها اليوم بنفس الأنصار ونفس الأسلوب منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة.
تُدرك الجماعة أن حظرها من قبل السلطات هي أكبر خدمة قدمت لها منذ تأسيسها وأنها مع الوقت تحولت إلى آلة استقطاب عقيمة. تضم آلاف من الأنصار لا يقدمون أي شيء لتقدم البلاد لا في مجال الديمقراطية ولا للدفاع عن الحريات ولا في الدفاع عن القضايا الوطنية المصيرية. فلم نسمع تعليقا أو بيانا للجماعة عن هجمات بوليساريو على الآمنين في مدينة السمارة، ولا تعبئة لدعم المتضررين من زلزال الحوز ولا موقفا من الزيادات في الأسعار التي يكتوي بها المغاربة، بينما ظلت تختبئ وراء ما تبقى من اليساريين في جبهة اجتماعية لم تجد لها صدى شعبيا ولا سندا سياسيا لأنها هيكل بلا روح. خلال كل هذا لزمت الجماعة الصمت. ثم فجأة صعدت من نشاطها مستغلة مأساة شعب إسمه فلسطين.
إن تضامن المغاربة مع فلسطين راسخ في الذاكرة الشعبية. وليس وليد حدث أو حرب أو تصعيد في الأراضي الفلسطينية. لكن أكثر ما يثير الاشمئزاز هو هذا الاستغلال البئيس لشهداء يسقطون يوميا في فلسطين. استغلال مقيت ولحسابات خاصة تهدد النظام العام. من قبل جماعة تتحين الفرصة لاستعادة بعض أنفاسها من خلال احتلال الازقة والشوارع لتبعث رسائل سياسية إلى الدولة من فوق أشلاء الأطفال والشيوخ والنساء الذين يقتلون يوميا من قبل الآلة الصهيونية في غزة.